مطلوب محررين لمواقع الجمعية

الجمعة، 4 أكتوبر 2013

الفتن


 بقلم / فاطمة البديوي

من علامات الساعة رفع الأمانه بين الأفراد, وإهدارهم حقوق بعضهم بعضا ,وبين الحكام والمحكومين وسيطرة الولاة على حقوق الرعية.

فحقيقة غش الرعية فتحصل بظلمه لهم بأخذ

أموالهم او سفك دمائهم, أو انتهاك أعراضهم, أوحبس حقوقهم آو ترك تعريفهم  ما يحب عليهم فى أمر دينهم ودنياهم أو بإهمال إقامة الحدود فيهم وردع المفسدين منهم أو ترك حمايتهم وحماية حوزتهم ,أو مجاهدة عدوهم, أو ترك سيرة العدل فيهم , فإنما استرعاه الله ليرعى شئونهم ويعينهم , ويسترعورا تهم,ويسد خلاتهم ,ويدفع المضارعنهم ,ويجلب المنافع لهم ,ويوقركبيرهم ,ويرحم صغيرهم,ويحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم مايكره لنفسه.

فمن قلب القضية وضيع ما استرعاه الله أوخانهم أو ظلمهم فقدتوجه إليه الطب بمظالم العباد يوم القيامه (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا )الفرقان 27-28وقال صلى الله عليه وسلم >> لايسترعي الله عبدا  رعية ,يموت حين يموت وهوغاش لها,إلاحرم الله عليه الجنه<< ,قال صلى الله عليه وسلم  >> ما من أمير يلى أمرالمسلمين ,ثم لايجهد لهم و ينصح إلا لم يدخل معهم الجنه <<
و قال صلى الله عليه و سلم (( إذا ضيعت الأمانه فانتظر الساعة قيل : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ))
فالإيمان إذا رسخ فى القلوب , وثبت فى النفوس و استوثق كل إنسان بقراءة القرآن و التفقه فيه , و رسخ نفسه بما تحتويه السنه النبويه الشريفه و عمل بها , تحققت الأمانه , و تمكنت , و اصبح الدين مانعا من الخيانه , و حائلا بين شهوات النفس و الشيطان و بين حقوق الآخرين .
أما حيث يضعف الدين , و تغيب الشهوات ,  وتسيطر المادية , فإن الأمانة ترتفع من النفوس , كما يرتفع النور من القلوب و يحل محل هذا النور الإلهى الران و الغشاوة , و ينكت فى القلب نكته سوداء , و كما بدأ الإسلام غريبا سيعود غريبا , و ستقل الأمانة , حتى لا يكاد الأمين يوجد , و حتى تسرى بذكره الركبان , و حتى يقال إن فى مكان كذا رجلآ أمينا , و ترى الرجل فيعجبك منظره و قوته و ذكاؤه , فإذا ماعاملته و جدته خائنا غير أمين .
إن الخيانه مرض و وباء ينتقل بالعدوى , و إذا كانت بعض المواطن الإسلامية اليوم لا تزال تحتفظ بقدر من الأمانه , فإن إتصالها بالخائنين سيؤدى بها عما قريب إلى رفعها , و إن من العجب أن الأمانه ارتفعت بين المسلمين , بينما تمسك بها و حافظ عليها كثير الكفار فى عصرنا الحديث , حتى أصبح المسلمون صورة سيئه للإسلام , وما الأمانة الماديه المالية إلا صورة من صور الأمانة المشروعة , التى تتمثل فى أمانه الله لدى خلقه , فالعين أمانة , 
و الأذن أمانة و اللسان أمانة , و التكاليف الشرعية و أمانة , كل ذلك طلب صاحبها و خالقها أن يحافظ عليها , و أن توضع و تستعمل فى مواضعها المشروعة , فمن خالف فقد ضيع الأمانة قال الله تعالى ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات
و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) الأحزاب .
اللهم رحمتك و هدايتك و توفيقك فليس لنا
اليوم سواك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق