لماذا العنف
لقد جاءت جميع الأديان
السماوية بأسمى مبادىء الرحمة والعفو والتسامح فى الوقت الذى عجز فيه الإنسان عن
تطبيق تلك المبادىء بل ووضع مبادىء وقوانين أخرى كل دورها هو أشياع نقص ما بداخله ، فجميع الأديان تنادى بالرحمة
والتسامح والعفو ، فلا تجد المرآة فى مجتمعنا هذا حامى لها سوى الله فأنه لبلاء
عظيم أن يكون ملاذ المرآة فى نفس الوقت هو سبب لشقائها من يحمها غير الرجل الذي هو
فى صورته أبوها أو أخوها أو زوجها ومن بعدهم يكون أبنها فلمن تلجأ لكى يحميها من حاميها الذي لا يجد فيها سوى أنها
خلقت للإهانة والتعذيب والاستعباد لمجرد أنها ناقصة عقل ودين ، فما ذنبها أذن فقد
وصفها الله بذلك واللهم لا أعتراض .
ولكن لماذا أخذت فى الاعتبار
نقص العقل والدين وبدأت أيها الرجل تتعامل مع الأخت أو الزوجة أو الأبنه على أنها
ناقصة عقل ودين ولا تأخذ فى اعتبارك وصايا الله تعالى على المرآة برحمتها ومعاملتها
معاملته حسنه وأمره تعالى أيضا بحسن معاشرتها .
ماذا أفعل
فقد ذكرت أخت فاضلة زوجة لرجل
لا يعرف الرحمة من قريب أو من بعيد فهي أم لثلاث أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة
وقالت بأنها تزوجت من هذا الرجل لمجرد أن إمكانياته المادية جيده ومن يوم زواجها
لم تجد معه أى سعادة فهو يضربها ويهينها باستمرار وعندما فكرت فى الانفصال وجدت
نفسها تحمل فى أحشاءها طفل منه فقررت التحمل من أجل الوليد المنتظر لأنها لا تقدر
على إغضاب الله بإنزال هذا الطفل فاستمرت الحياة وتحملت حتى أنجبت منه ثلاث أبناء
وذلك لرغبته فى تكوين أسره كبيرة من وجهة نظره سعيده برغم أنه لا يعطيها ما يسد الاحتياجات
الاساسيه لبيتها ولأبنائها فأصبح أيضا العذاب مادي .
وأنتقل العنف والتعذيب
والحرمان وعدم الرحمة إلى الأبناء فهو يعاملهم أسوء معامله وتحملت الأم والأبناء
حتى وصلت الأم إلى أقصى درجة التحمل وذلك عندما وصل أبناءها إلى مستوى عمري و تعليمي
يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم وهنا طلبت الطلاق وبعد مدة وصراع بينهما تمكنت من
أن تنال حريتها منه ودافع ثمن العنف هم الأبناء الذين يعيشون بمفردهم فى مسكنهم
دون أم وأيضا دون أب الذي يعيش حياته خارج المنزل ويزورهم فقط كل عدت أيام ليترك
لهم ما يسد ضروريات حياتهم.
تخيلو معى حياة هؤلاء الأبناء
الذين هم دون الخامسة عشر يعيشون بمفردهم فى مسكن دون رقيب أو حامى لهم .
وذكرت أمرأة بأنها كانت
تتعامل فى بيت الوالد معاملة سئية فهي كانت تضرب من الأم باستمرار وبعدها من الأخ
وكانت النتيجة أنها تعانى الآن من عدم ألقدره على التعامل مع أبنائها لأنها اكتشفت
أنها تتعامل معهم بمثل ما كانت تعامل من قبل أخيها وأمها ولا تستطيع أن تسيطر على
نفسها فهي تجد فى ذلك انتقام من الأم والأخ ورد لكرامتها ولكن من يدفع الثمن ؟
الأبناء هم دافعي الثمن هم المرآة التي ينعكس عليها كل ألم مدفون فى قلب الأم وهى
لا تدرك أنها تؤلم أبنائها فلذة كبدها .
وعلى الجانب الأخر أضاف إلينا
الأستاذ خالد حلمى وهو مدرس لغة عربية بأحدي المدارس الثانوي بأنه يخطى من يظن أن
العنف ضد المرأة ظاهرة ترتبط بعصر دون عصر فالعنف لا يعد ظاهرة محلقة ترتبط بأمة
ما أو حضارة معينة ، لكنه سلوك فردى قد يمارسه أفراد لا ينتمون بالضرورة إلى دول
نامية أو متخلفة .
والعنف ضد الزوجة على الأخص
يجلب إلى دائرة الصراع شئنا أم أبينا
أطرافا أخرين هم الأعم والأغلب أطراف لا ذنب لهم إلا أنهم أفراد فى أسرة ينتمي
إليها هذه الزوجة وهذا الزوج ، وإن كان هؤلاء الأطفال ليسوا الأطراف الأساسية فى
هذا الصراع الذى يتولد عنه هذا العنف إلا أنهم بلا شك أشد المتضررين .
إن البيت الذى يمثل
فرضا" للزوجة مملكة تتدبرها وأنه للزوج مستقر وملاذ من عناء وتعب، وهو
للأطفال شعور بالأمان أكثر من كونه جدران تجمع شملهم يلمس كل منهم أمانة فيما
يوفره الأبوين من حب وألفة تنعكس بالضرورة على سلوكياتهم وتؤثر عليهم سلبيا
وإيجابيا على مقومات شخصيتهم .
ولنا أن نتخيل ما يفعله العنف
ضد ألزوجه وهى الأم فى عش الأمان لهؤلاء الأطفال إذا يحيل أمانه خوفا" ،
وطمأنينته وحشة ، ونوره ظلام وما يخلفه العنف من أثار نفسية على الكبار لا يقاس
مطلقا بما يتركه من ندوب وجروح عميقة قد لا تندمل أبد الدهر .
وأفادنا الأستاذ نصر الدين محروس ألاخصائى النفسي وأستشارى
التنمية البشرية بأن منح الإسلام المرأة
مكانة مرموقة واحتراما خاصاً، حيث أكد على دورها في الحياة كعنصر مكمل للرجل، فهي
الزوجة والأم والبنت والعمة والخالة، فلها كامل الحقوق والاحترام من الرجل وكما
قيل فالنساء شقائق الرجال.
وبالنسبة لمصطلح العنف ضد
المرأة كما جاء تعريفه في الإعلان العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، الذي تبنته
الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول / ديسمبر 1993، ووافقت عليه جميع
الدول الأعضاء في الأمم المتحدة: أنه ” أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب
عليه، أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية،
أو الجنسية، أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل، أو القسر، أو
الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة“.
مظاهر العنف
وأضاف أيضا أن من مظاهر العنف
ضد المرأة المضايقة الجنسية، والاستغلال الجنسي، والتمييز القائم على الجنس،
والتعصب، والتطرف، والحمل القسري، والاستغلال والاتجار بالمرأة، التحيز القائم على
الجنس.
تقسيمات العنف ضد المرأة :
أولاً: العنف الذي يقع في إطار
الأسرة:
* الضرب المبرح.
* الإساءة الجنسية للأطفال الإناث.
* العنف المتصل بالمهر.
* العنف خارج نطاق الزوجية.
* الإجبار بالقوة على تناول موانع الحمل.
* قتل الأطفال الإناث.
* اختيار جنس الطفل قبل الولادة.
ثانياً: العنف الجسدي والجنسي
والنفسي الذي يقع في الإطار العام للمجتمع:
•
النساء اللواتي يتم استبعادهن
عن مراكز السلطة الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية.
العنف ضد المرأة وتعدد الثقافات :
تجدر
الإشارة إلى التقرير الدولي عن العنف ضد المرأة لعام 2006 الذي سعى للكشف عن حقيقة
القضية، محاولاً تشخيص أسباب العنف الذي تتعرض له المرأة، حيث كشف التقرير أن
العنف لا يقتصر على ثقافة بعينها أو إقليم معين أو بلد ما، أو على مجموعة معينة من
النساء. كما استنتج عدد من الدراسات أنه لا يوجد سبب وحده كافياً لحدوث العنف؛
وإنما ينبع العنف من تلاقي عدة عوامل في السياق العام سواء على صعيد الفرد أو
المجموعة أو البلد أو العالم بأسره، إذ من الممكن أن تتفاوت أسباب العنف الواقع
على المرأة من مجتمع إلى آخر، وكذلك أشكال العنف، وقد يكون هناك عامل له تأثير
أكثر من غيره، وقد تتضافر مجموعة من العوامل، وقد تعود لعامل طاريء كالحروب التي
تتعرض فيها المرأة أكثر من غيرها للعنف الذي يصل إلى حد الاغتصاب والقتل، كما حدث
في العراق والبوسنة ودارفور.
وسعت
الدراسة إلى أن تضع رقما تقريبيا لتكلفة العنف ضد النساء، إلا أن هناك صعوبة في
تقدير التكاليف الناجمة عن ارتكاب العنف ضد النساء بصورة دقيقة، وصعوبة في تحديد
أنماط العنف التي ترتكب ضدهن، وعدد أولئك المنجرفين في تفرعاته بمن فيهم أفراد
العائلة، والعاملون بالمراكز الاجتماعية، وأجهزة الشرطة، والحكومة والمحاكم.
إلا أن التقرير سعى لإثبات أن النساء المعنفات يدخلن في دائرة المشاكل النفسية العويصة، ومنها: الاكتئاب، والقلق، ونوبات الفزع، والإصابة بالشره.
إلا أن التقرير سعى لإثبات أن النساء المعنفات يدخلن في دائرة المشاكل النفسية العويصة، ومنها: الاكتئاب، والقلق، ونوبات الفزع، والإصابة بالشره.
منظمات دولية لمناهضة العنف:
·
المكتب الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة
الإنمائي للمرأة (اليونيفيم) تأسس عام 1976 كصندوق تطوعي خاص بالمرأة ليتحول عام
1985 إلى منظمة مستقلة ترتبط برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، هذا وقد أنشأت
اليونيفيم صندوقاً خاصاً لدعم الجهود الرامية إلى القضاء على العنف ضد النساء
بقرار من الجمعية العمومية عام 1996.
وذكر مؤخرا" إنه إذا كان
العنف ضد النساء يمثل ظاهرة دولية، فإنه على الساحة العربية وخاصة المصرية، لا
يمكن أن يشكل ظاهرة مع غياب الإحصاءات والرصد للحالات المعنفة حيث ما زالت الأرقام
الحقيقية غائبة عنا تماما، ومن هنا ندعو لإقامة مرصد خاص لرصد ظاهرة العنف ضد
المرأة المصرية ووضع الحلول المناسبة لها بعيدا عن الشعارات الجوفاء والتقليد
الأعمى للغرب .
**فنحن نعلم جيدا وأكثر ما
نسمع على ألسنة كثير من الرجال أن المرآة ناقصة
عقل ودين فالنسبة لنقصان الدين فهذا حكم الله على النساء ، اما
بالنسبة لنقصان العقل فالمعنى الصحيح له والذى يختلف عن المفهوم لدى كثير من
الرجال وكا فسرة رسولنا الكريم ((صلى الله عليه وسلم)) فيرجع إلى ضعف حفظها وأن شهادتها تجبر بشهادة امرأة أخرى؛ وذلك لضبط
الشهادة بسبب أنها قد تنسى فتزيد في الشهادة أو تنقصها كما قال سبحانه ( وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ
يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ
الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى) ، أى أن نقص عقلها من جهة ما قد يحدث من عدم الضبط
للشهادة ، وكما وصفت بذلك فهى أيضا كرمت كأم بأن
الجنة تحت أقدامها فقد كرمها الله وقدرها فكيف لك أيها العبد لا تكرم من أكرمه
الله وكيف لك لا ترعى من لهم أنت راعى كما أوصانا رسولنا الكريم ( صلى الله عليه
وسلم) بقوله (( كلكم راعى وكلكم مسئول عن رعيته)).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق