مطلوب محررين لمواقع الجمعية

الخميس، 18 يوليو 2013

الفتن

كتبت/ فاطمة البدوى





يستخدم لفظ الفتن شرعا فيما يقع فيه الإنسان من شدة ورخاء وفى الشدة أكثر استعمالا ,على انها فى هذه الحالات نوع من الاختبار ومنه قوله تعالى (وَنَبْلُوكُمْبِالشَّرِّوَالْخَيْرِفِتْنَةً)(الأنبياء:35) وتستخدم أيضاً فى الأفعال التى تصدر من الأنسان, للإيقاع و الإضرار بالأخرين ,ومن قوله تعالى (وَالْفِتْنَةُأَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) (البقرة:191) و قوله (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُواالْمُؤْمِنِينَوَالْمُؤْمِنَاتِ) (البروج:10) وتستخدم أيضاً فى الأمور العظام ,التى تحدث فى اخر الزمان ,على اساس أنها نوع من الأختبار, ولذلك قيل: أصل الفتنة الاختبار, ثم استعملت فيما يخرجة الاختبار. وقد أورد الإمامان البخارى ومسلم سلسلة من الأحاديث الخاصة ب(الفتن) ولاحظت أن البخارى رحمة الله والإمام مسلم رتبا الأحاديث كأنهما يرتبان كيف تبدأ الفتنة و بما تبدأ وإذا بدأت بذلك فعلينا بكذا و ألا تفعل كذا والإسيحدث الهرج ثم عقب فى نفس الحديث بأن هذا الهرج هو القتل ووضحا سلسلة من الاحاديث النوبية فى فضل من يملك نفسه عند غضب و الوعيد الشديد لمن عذب الناس بغير حق ونهى عن الإشارة بالسلاح إلى مسلم وعدم ترويع أى إنسان أياً كان. فأول حديث أورده البخارى فى كتاب الفتن هو عدم الخروج عن الحاكم :كأنه يشير أن هذا هو أول طريق الفتن ولكن هل أطلق الشرع الأمر بعدم الخروج عن الحاكم مطلقاً؟
أولاً: ما هى أحاديث البخارى؟
عن ابن عباس رضى الله عنهما؛ عن النبى (صلى) قال : (من كره مِنْ أمِيرهِ شيئاً فليصبر, فَإنهُ من خرج من السلطان شبراً مات ميتةً جاَهِليةً).
وعن عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال: (دَعَانَا النبى (صلى) فبا يعناهُ ,فقال أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة ؛ فى مَنْشطنا ومكرهنا؛وعسرنا ويسرنا وأثَرةٍ علينا و أن لا تنازع الأَمْرَ أهله؛ إلا ان ترو كُفْراً بواحاً؛ عِنْدكُمْ من الله فيه برهان).
فالسلطة الحكومية العليا تتناول أمور الدين،وسياسة الدنيا على أساس شرائع الإسلام وتعاليمه؛لأن هذه التعاليم يراد بها تحقيق مصالح الناس فى عالمى الدنيا والأخره أى أن العنصر العقدى والإنسانى أو الأخلاقى يسير جنباً إلى جنب مع العنصر المادى، و يتازر العنصران لإقامة المجتمع الفاضل المستقر المرفه المتمكن فى الأرض الذى يقيم العزة و السيادة الفعلية بين جناحيه.وتتعاضد فيه الهداية الإلهية مع الإرادة البشرية والقوى العقلية. فولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لاقيام للدين الإبها ،فإن بنى ادملا تتم مصلحتهم الإبالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض،ولابد لهم عند الإجتماع من رأس ،حتى قال النبى (صلى)"إّذا خرج ثلاثة فى سفر فليؤمروا أحدهم "رواه أبو داود.
فالأمة واجب عليها الإنقياد لإمام عادل يقيم فيهم أحكام الله ويمنع التظالم، ويفصل بين الناس فى التنازع والتخاصم ولولا الولاه لكان الأمر فوضى
فتواتر إجماع المسلمين فى الصدر الأول بعد وفاة النبى (صلى) على امتناع خلو الوقت من إمام ولم يزل الناس على ذلك ،فى كل عصر إلى زمننا هذا ؛لتوفير النظام ودرء الفوضى، أى أن الإجتماع و التمدن طبيعى فى البشر،وكل إجتماع يؤدى إلى التنازع و التزاحم و الإختلاف بسبب حب الذات والحرص على المصالح الذاتية، وتحقيق اكبر قدر من المصالح الشخصية ،و التنازع يفضى غالباٌ إلى الخصام و الصراع والهرج والفوضى المؤذنة بهلاك البشر وإنقراض النوع الإنسانى إذا لم تنظم الحقوق و تحدد الوجبات و يفرض النظام و يقوم الوازع الرادع، ويتم ذلك بالسلطان.
وجدير بالذكر أن قيام الإنسان بكونه خليفة الدنيا فى الأرض و حامل الأمانة يتوقف على وجود السلطنة السياسية التى تمكنه من أداء وظيفته على نحو أكمل وكل رسالة إصلاحية وعلى رأسها الإسلام لا يمكن أن يقر قرارها أو تظهر فائدتها الإ فى سياج منيع من القوة المانعة والسطوة الرادعة التى تلازم وجود الدولة.
ثم ان من أدوات السلطة الحكومية العليا بعض الجهات التى تُعِين قائد الدولة على أقامة دولة سليمة أولها مرفق القضاء الذى تقوم الذى تقوم به الدولة لفض المنازعات الدائمة بين البشر ،ومهمة القضاء فى الإسلام لا تقتصر على إقامة العدل بالمفهوم الإلهى ،وفصل الخصومات ،وتطبيق أحكام الشرعية،وإنما يشمل كل ما من شأنه رعاية الحرمات الدينية،واحترام الفضيلة،وإقرار المعروف، ومكافحة المنكرات والفواحش بمختلف ألوانها.
فلولا القضاء لاستأصل البشر بعضهم بعضاٌ ،وهلكوا جميعاٌ، فكان وجوده رحمة ،وتنظيمه فريضة، وقيام الدولة به ووجودها من أجله أمراٌ محتما.
ومن أدوات السلطة الحكومية العليا الجهة الخاصة بالمحافظة على الأمن و النظام العام فى الدولة ليتصرف الناس فى المعايش وينشروا فى الأسفار آمنين عن تغرير بنفس أومال ، وهذا ما يقوم به الشرطة الأن.
ومن أدوات السلطة الحكومية العليا أيضا الجهه الخاصة بالدفاع عن الدولة فى مواجهة الأعداء وتحصين الثغور بالعده المانعه والقوه الدافعة،حتى لا تظهر الأعداء بغرة ينتهكون فيها محرما ، أو يسفكون فيها لمسلم أو معاهد دماٌ وهذا ما يقوم به الجيش الان وتكاتف كل هذه الأدوات فى حراسة شؤون الدين والدنيا ،هو ما يحقق السعادة للبشر فى الحياه الدنيا و الاخرة ولولا ذلك لعمت الفوضى ، وشاع الفساد ، وانتشرالظلم بين العبادومع كل هذا فإن بعض الأراء تقول أن وجود الحكومه يتنافي مع مبدأ الحريه الطبيعية وحقالإجتهاد بالرأي , ومبدأالمساواة , بسبب ضرورة توفيرالطاعه للحاكم . وإذ الم  يطع الناس وقعت الفتنه والإخلاف . معانالحاكم ليس معصومامنالخطأ , والشروط المطلوبه فيه قلماتوجد في كل زمان .
لكن الحق يقال : إن المصالح التي تتوافربوجودالحاكم أكثربكثيرمن المضارالتي تلحق الأفراد, ويحتمل أخف الضررين لدفع أشدهما,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق