سألوني عن علم الحديث، فقلت:
إني قد رزقت حبه،إن تسلني كيف؟
قلت: هو رزقٌ أُعطيته، وفضلٌ أُهديته، منحةٌ ربانية، وعطيةٌ إلهية.
ما أجملها من ليالي عندما أختلي به، أحادثه ويحادثني، وأستكشفه فيلهمني، وقد كنتُ أظنه سهلا، فبانتْ لى دقته، وغوره وصعوبته.
علمٌ كله اجتهاد، ومنبعه هناك، من الحجاز خرج، وفى البلاد لَفّ ورحل.
علم صعب المنال ، عسير الوديان،لا يعرفه إلا أهله، ولا يدركه إلا جهابذته، وأهل بيته.
يتعزز على الناس فلا يدركه إلا فحْلُهم، ذكيهم وذَكَرهم.
هو سهلٌ بين صعبين، وسهل بين جبلين، ونهرٌ بين بحرين، لا يأخذه إلا المغامر، ولا يستطيعه إلا الذكي المكابر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق