مطلوب محررين لمواقع الجمعية

الجمعة، 27 سبتمبر 2013

الفتن


بقلم / فاطمة البديوي
عن ابن عمر رضى الله عنهما؛عن النبى (ص)قال:( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ.وهو وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية فى جحرها)
فكم أوذى الصحابه بسبب إسلامهم،وكم كان المتمسك بدينه كالقابض على الجمر ، وكم كان الذين كفروا من الذين آمنوا
يضحكون ،وإذا مروا بهم يتغامزون،وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين.بدأ الإسلام هكذا غريبا بين المشركين،وهو اليوم
يعود غريبا بين أهله المسلمين،أصبح المحافظ على إسلامه فى نظر المجتمع متأخر جامدا،لا سيما إذا كان مظهره الخارجى من لحيه أو إرتداء نقاب رغم أن المظهر فى أغلب الأحيان ممكن أن يكون خلاف البواطن والنوايا  فكثيرا
من الناس الأن أرى ألا نحكم عليهم من خلال المظاهر الخادعه فنظلم بعضهم ونرقى البعض الآخروهو لا يستحق.
فنرى شعائر الإسلام أصبحت غريبة فى مجتمع المسلمين ،وأصبح المنكر معروفا،والمعروف منكر،ولم يعد بينهم
أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر،بل أمر بالمنكر ونهى عن المعروف فى بلاد دينهم الرسمى الإسلام،وأشخاص
يسمون بأحمد ومحمد،فأى غربه للإسلام أشد من هذه الغربة ؟وأى عزلة لتعاليمه فوق هذه العزلة ؟فطوبى لمن تمسك
بدينه فى هذا الوسط المنحرف ، وحسن مآب لمن عدوا بسبب إسلامهم من الغرباء،فقد قال (ص)أيضا (بدا الإسلام
غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء)فطوبى للغرباء أى هنيئا لهم تشوقهم إلى الحرمين الشريفين اللذين
تهفو إليهما نفوس المؤمنين ،وتهوى إليهما أفئدة العابدين ، فالحديث خاص بالمدينه المنوره أن الإسلام بدأ بها
غريبا وسيعود إليها،فظاهر الحديث على رأى القاضى عياض أن الإسلام بدأ فى آحاد من الناس وقلة ثم انتشر
وظهر ،ثم يلحقه النقص والإخلال حتى لايبقى إلا فى آحاد وقلة أيضا كما بدأ.
فمعنى أنه يأرز إلى المدينة أن الإيمان أولا وآخرا بهذه الصفة ، لأنه فى أول الإسلام كان كل من خلص إيمانه
وصح إسلامه أتى المدينه ،إما مهاجرا مستوطنا وإما متشوقا إلى رؤية الرسول (ص)ومتعلما منه ومتقربا ،
ثم بعده هكذا فى زمن الخلفاء الراشدين كذلك ،ولأخذ سيرة العدل منهم ، والإقتداء بجمهور الصحابه رضوان
الله عليهم فيها ،ثم من بعدهم من العلماء الذين كانوا أئمة الهدى لأخذ المنن المنتشرة بها عنهم ،فكان كل ثابت
الإيمان ،منشرح الصدر به يرحل إليها ،ثم بعد ذلك فى كل وقت إلى زماننا لزيارة قبر النبى (ص)،والتبرك
بمشاهدة آثاره وأثار أصحابه الكرام ، فلا يأتيها إلا مؤمن .
ولكن نتفق معه فى تفسير أرز الإسلام إلى المدينه ،ولكن تفسير عود الإسلام كما ذكر لايتفق وما نرى
من انتشار الإسلام , وزيادة عدد المسلمين ودخول الناس فى الإسلام بين الحين والحين ، ونحن فى آخر
الزمان . فالأولى تفسيره بأن الإسلام بدأ غريبا فى نفوس الناس وسيعود غريبا فى نفوسهم وإن كثر عدد
من ينتسبون إليه.
فعن أنس رضى الله عنه أن رسول الله (ص) قال (لاتقوم الساعة حتى لا يقال فى الأرض : الله ،الله).
فهو إخبار بالغيب أوحى الله به إلى نبيه (ص)،ليحذرنا من الشر ويبصرنا بعواقب الأمور ، إن الإسلام
سيضعف نوره فى البشرية شيئا فشيئا ، ويضمحل أثره فى النفوس زمانا بعد زمان ،حتى لايبقى منه إلا اسمه،
وحتى يقبض الله المؤمنين إيمانا صادقا، إلا حثالة معدودة فى المسلمين ،وليس لها من حقيقة الإسلام شىء ،
تتمسك بالاسم وهى بعيده عن المسمى ، وتقرأ القرآن لا يتجاوز حناجرهم ، وتدعى الإيمان ولا أثر فى قلوبهم ،
لا يؤمنون بحق ، ولايقولون : ربنا الله ، بصدق ، ألئك شرار الخلق ، وعليهم تقوم الساعة.
فاللهم اقبضنا غير مفرطين ولا مضيعين ، ونعوذ بك اللهم من هذا الزمان ، ونسألك العفو والإحسان ، إنك على كل شىء
قدير .




              

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق