مطلوب محررين لمواقع الجمعية

الجمعة، 28 يونيو 2013

قوس قزح سر نجاحك



قوس قزح سر نجاحك
تاليف / فاطمة هانم طه محمد

      ذات صباح دخل مكتبي شاب يرتدي ملابس ضباط الشرطة وقال : اناعبد الله الأحذية الصغير
هتفت في فرح وأنا اشد علي يده: عبد الله 00 أهلا وسهلا هل أصبحت ضابطا؟   اجلس أهلا وسهلا أنا سعيدة مبروك
       تذكرة  يوم رأيت عبد الله منذ سبع سنوات كان في ممرات الهيئة التي اعمل صبي صغير يحمل صندوقا خشبيا ويمر علي مكاتب الموظفين ينظف أحذيتهم ، اشفقت علي سنه الصغيرة
      فتح يومها مكتبي وقال : هل ترغبين في تنظيف حذائك؟      قلت بسرعة : نعم نعم تعالي
        لاحظت يديه تعملان في سرعة عجيبة و نشاط وإتقان وبراعة، حتي اصبح للحذاء بريق عجيب زاد إعجابي ببراعة الصبي فبدأت أتجاذب معه الحديث      قلت أشجعه علي الحديث : ألا تشعر بالتعب ؟ 
قال : كلا انه عملي وانا احبه  فعندما يلمع الحذاء في يدي اشعر بالراحة
      أعجبتني كلماته صبي في الرابعة عشر من عمره ، فارع الطول اسمر البشرة يرتدي جلبابا  يبدو من لهجته انه صعيدي،   قلت بماذا أناديك يا 000؟قال وهو مستمر في عمله:عبد الله
قلت : هل أنت من وجه قبلي ؟    قال في اعتزاز : نعم من محافظة أسيوط    قلت : تعيش مع أهلك هنا في القاهرة ؟
قال : لا إنهم هناك في قريتنا أما انا واخي عبد الرحمن نعمل هنا
ازدادت دهشتي وفضولي وقلت : هل أخوك اكبر منك ؟     قال : نعم انه يبيع الذرة  المشوية   قلت : وأين تسكنان ؟
 قال : نسكن مع عشرة من أبناء قريتنا نعمل جميعا هنا في القاهرة
قلت : عشرة تسكنون معا في حجرة واحدة؟  قال في اسي : لا  ليس حجرة نحن نسكن علي سطح المخبز
قلت استوضح الامر  :تسكنون السطوح؟
قال: نعم نحن ننام فوق سطح المخبز00صاحبه يؤجره لنا  ندفع له عشرة قروش للفرد
ابتسمت في اسي وسألته :جميعهم يعملون في مسح الاحذية وبيع الذرة المشوية؟
قال :لا بعضهم  يبع التين ألشوكي أيضا......     قلت : ومتي تعودون لبدتكم؟
قال : قبل دخول المدارس انا في الاعدادية واخي في الاول الثانوي جميعنا ندرس ونحضرالي هنا في الاجازة لنعمل وندخرارباحنا لمصوفات الدراسة
قلت في دهشة :   هل اهلكم  فقراء الي هذا الحد؟
قال في فخر: لا انهم مستورون ، نحن الآن رجال ويجب ان نعتمد علي أنفسنا
قلت وانا ابتسم : وماذا تتمني ان تكون عندما تنتهي من دراستك يا عبد الله ؟
تنهد في ياس وقال : ضابط شرطة واظن  ان هذا مستحيل  .....قلت اشجعه : لا يوجد مستحيل
عاد  الي عمله وهو يردد في ياس : لا اظن .. لا اظن
قلت  اسمع مني نصيحه ستعينك علي تحقيق احلامك  ...    تطلع لي في لهفة ،  قلت : تخيل الوان قوس قزح في قلبك تجد الحياة مبهجة تشرح صدرك وتعينك علي النجاح ......   قال في دهشة : كيف اجعل الوان قوس قزح في قلبي ؟
قلت : حب دراستك وتمسك بها كما تتقن عملك الان ولا  تخاف من الفشل فالخوف سيمنعك من الاندفاع بكل طاقتك الي النجاح ...انصرف  عبد الله شاكرا وهو  يبتسم . 
تأملته ثانيا وقلت:  مبروك يا عبد الله انا سعيدة جدا ان رايتك 
         قال:   هذا كله من تشجيع حضرتك كانت  كلماتك عن قوس قزح عون لي  علي مواجهة التعب ،فكنت أتخيل ألوان قوس قزح فتملأ       
         نفسي بالبهجة  فأتغلب عليه ....قلت : فعلا يا عبد الله  هذا شعاري ا نا ايضا اعمل به دائما 
قال عبد الله :   اليوم تخرجت من كليه الشرطة ، وجئت إلى هنا  مباشرتا 00 اشعر أنني أزف هذا الخبر السعيد إلى آمي يرحمها الله ، كنت دائما اشعر أن الله دبر مقابلتي مع حضرتك في ذلك اليوم ، لأكون كما انا ألان، كانت كلماتك قوة تدفعني من نجاح إلى نجاح، تقدمت  بأوراقي إلى كلية الشرطة وانا اشعر بالخوف وخيبة الأمل ، ترددت في بادئ الأمر ولكني تذكرت كلمات حضرتك ، فشعرت بالاطمئنان، بعد أن شاعت الوان قوس قزح المبهجة  في نفسي ، يومها صممت علي ألا ادع شيء يمنعني عن تحقيق أملى وأمل أمي رحمها الله0
 حين قام مودعا ،  ابتسمت وأنا أ شد علي يده متمنية له حياة سعيدة  ، ذهب عبد الله وجلست أنجز عملي يملؤني نشاط عجيب وكأن ألوان قوس قزح قد انتشرت حولي في  كل أركان الحجرة 0

 

تمت بحمد الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق